الجزء الثاني
"هناك"
قالت مها بحنق وهي تشير الى باب غرفتها: هلاّ خرجت يا مازن والا ناديت لك والدي الآن..
قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..
قالت بحدة: اخرج .. اخرج الآن..
هز كتفيه وقال: على كل حال كنت سأخرج لان لدي موعد مع صديق لي.. لذا.. مع السلامة يا اختي العزيزة..
توجه إلى الخارج ليسير في الممر ومن ثم يهبط درجات السلم .. وتوقف بغتة وهو يستمع صوت رنين جرس الباب..ورأى الخادمة وهي تتوجه الى الباب وتفتحه..ومن ثم سمعها تقول: تفضل يا سيد خالد بالدخول..
عمه خالد هنا؟..يا للغرابة انه لم يزرهم منذ مدة طويـ.. لحظة.. كيف نسي هذا؟.. عمه اتصل بالأمس من اجل ابنته ..صحيح!..لقد قال انه سيأتي غدا ليصحب معه ابنته الى هنا.. كيف نسي هذا؟..
وتطلع الى الباب وهي ينتظر ظهور ابنة عمه المرتقبة بلهفة..ترى كيف شكلها؟.. هل هي جميلة ام لا؟.. وكم عمرها؟ .. إذا كان ما حدث قبل اثني عشر سنة.. يعني ربما تكون هي الآن على الاقل ذات أربعة عشرة عاما.. ابتسم لنفسه بسخرية.. قد تكون ابنة عمه التي ينتظرها طفلة ليس الا.. يا لغباءه.. ايظن انها يجب ان تكون فتاة في العشرين من عمرها و...
((انا لست طفلة))..
((كمال.. دعها وشأنها))
اتسعت عيناه وهو يشعر بغرابة ما جال بباله.. ما هذه الكلمات التي دارت بذهنه.. بل من قال هذه العبارات.. يشعر انها مدفونة في عقله منذ زمن طويل.. ما باله؟.. ما الذي يقوله الآن؟..
ورفع عيناه ليتطلع إلى عمه خالد الذي دلف إلى الداخل وأخذت عيناه تجول بحثا عن ابنة عمه.. ورأى السيدة نادين وهي تدخل حاملة حقيبة أمامها.. وعقد حاجبيه.. ان هذه المرأة كبيرة جدا.. اذا اين هي ابنة عمه؟.. ربما لم تدخل بعد او...
وانتبه في تلك اللحظة فقط الى المقعد الذي كان موجودا أمام عمه خالد..وتوجهت أنظاره الى تلك الجالسة امامه.. والتي كانت تطرق برأسها وهي تداعب قلادتها بأناملها.. واتسعت عيناه في دهشة وذهول.. هل ابنة عمه تلك كانت فتاة مشلولة عاجزة ؟؟!..
فالوحيدة التي كانت يمكن ان تكون ابنة عمه هي الجالسة على ذلك المقعد.. الآن فقط فهم لم والده اختار الغرفة الموجودة بالطابق السفلي..ولم يستطع مازن ان يلمح ملامحها بشكل جيد وخصوصا وهي تطرق برأسها ولكنه لمح شعرها الأسود الذي ينسدل على كتفيها كشلال من الماء..وهبط آخر الدرجات ليتقدم منهم ويقول بابتسامة رسمها على شفتيه: اهلا عمي خالد.. لم نرك منذ مدة..
قال خالد ببرود: اهلا مازن.. اين والدك؟..الم تناديه الخادمة بعد؟..
في تلك اللحظة رفعت ملاك عينيها لتتطلع الى المكان من حولها.. وشعرت بالانبهار وهي ترى مظاهر الفخامة والثراء الذي ينعكس في اللوحات الفنية والتحف والاثاث الفاخر.. والثريات التي تملأ سقف الردهة.. ومن ثم لم تلبث ان تطلعت الى مازن الواقف امامهم.. كان شابا وسيم الملامح.. طويل القامة. . ذا شعر اسود وعينان سوداوان كذلك.. يرتدي بنطالا اسود وقميصا يجمع مابين اللونين الرمادي والأسود..وقال هذا الاخير مرحبا: تفضل يا عمي بالدخول..
قال خالد بلامبالاة: الطائرة ستغادر بعد ساعتين.. انا مستعجل .. هلاّ ناديت لي والدك..
التفت مازن ليفعل لولا ان رأى والده يتقدم منهم وهو يقول بابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟.. وكيف حال ملاك؟..
قالها وهو يتطلع الى ملاك.. فقال خالد بهدوء: بخير.. لا تنسى وعدك لي يا امجد..ملاك امانة عندك..
قال امجد وهو يتطلع الى ملاك بابتسامة: ستكون في منزلها..
وأردف قائلا وهو يتحدث إلى ملاك: كيف حالك يا ملاك؟.. لقد أصبحت عروسا جميلة.. آخر مرة رأيتك فيها كنت في السادسة من عمرك..
ارتسمت ابتسامة تجمع مابين السرور والخجل وهي تقول: بخير ..
في تلك اللحظة وجدها مازن فرصة ليتطلع الى ملاك.. وخصوصا وانها غير منتبهة له.. وبرقت عينيه ببريق الاعجاب وهو يتأمل ملامحها التي تقطر براءة.. وابتسامتها التي تجعلها كالأطفال ..بشرتها الناصعة البياض وشعرها الاسود الناعم الذي ينسدل على كتفيها برقة..ليصنعا ضدان غاية في الروعة..ولون عينيها السوداوان والذي جعلها كالدمية ..كانت ترتدي معطفا بني اللون ذا ياقة من الفراء ..
وايقظه من تأملاته كف والده الذي وضعت على كتفه.. وسمع صوته وهو يقول: هذا ابني مازن كما تعرف.. اكمل دراسته الجامعية وهو يعمل معي الآن بالشركة..
واردف قائلا: اما كمال فهو في سنته الرابعة بالجامعة.. ومها في السنة الاولى..
قال خالد بهدوء: اذا ملاك أصغرهم سنا.. فهي ستبدأ دراستها الجامعية للتو..
في تلك اللحظة لاحظ مازن أخته التي هبطت درجات السلم وقالت بابتسامة: ما الأمر؟.. لم كلكم مجتمعين هنا؟..
وانتبهت الى عمها الواقف وقالت بابتسامة واسعة: عمي .. انت هنا.. منذ متى لم تزورنا؟..
قال خالد بهدوء:ظروف العمل..
واردف وهو يتحدث الى امجد: ملاك كما تعلم تدرس تحت إشراف أساتذة متخصصين وسيأتون في موعدهم.. ان لم يكن لديك مانع..
قال امجد وهو يهز رأسه: أبدا.. فليحضروا في أي وقت..
شعرت مها في تلك اللحظة بمازن وهو يلكزها ويقول بسخرية: لقد أدركت اليوم فقط انك لا تملكين أي جمال..
قالت مها وهي تلتفت له بحنق: ماذا؟؟..
قال مبتسما وهو يلتفت عنها ويتطلع الى ملاك: انظري إلى ابنة عمي وستدركين مدى صحة قولي..
تطلعت مها الى حيث ينظر..ومن ثم لم تلبث ان قالت بذهول وهي تلتفت له وبصوت حاولت ان تجعله خفيض قدر الامكان: تلك المقعدة؟!..
أومأ مازن برأسه ومن ثم قال: هل فهمت الآن سر تجهيز غرفة بالطابق الأرضي لها..
- ولكن.. لم أتخيل أبدا ان ابنة عمي.. مقعدة.. لم اتخيل ذلك ابدا..
- اصمتي الآن والا انتبهوا لنا..
في الوقت ذاته كان خالد يلتفت الى ملاك ويقول بصوت حاني: والآن يا صغيرتي علي ان اغادر..
اسرعت تمسك بذراعه وتقول برجاء: ابقى قليلا معي..
تطلع الى ساعته وقال بابتسامة باهتة: ليتني أستطيع.. ولكن لم يبقى على موعد الطائرة إلا ساعة وأربعون دقيقة وهي بالكاد تكفيني للوصول الى المطار وإنهاء الإجراءات..
ترقرقت في عينيها الدموع فهبط والدها الى مستواها وقال وهو يمسح على شعرها: كم مرة قلت لك؟.. لا اريد ان ارى دموعك.. لا اريد ان اقلق عليك قبل ان أغادر..
قالت وهي تشد من مسكتها لذراعه: لا تنسى ان تتصل بي عندما تصل.. اتصل بي كل يوم.. ارجوك..
- سأفعل يا صغيرتي..اهتمي بنفسك جيدا.. ستكونين في أيدي أمينة..
واردف متحدثا الى نفسه: (او هذا ما اتمناه)..
اومأت ملاك برأسها بصمت.. وهي تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دون استئذان.. فقال والدها وهو يداعب وجنتها: سأغادر الآن يا صغيرتي.. أراك بخير..
وجذب كفه بهدوء من يدها واعتدل واقفا ليقول للسيدة نادين: اعتني بها جيدا..
قالت السيدة نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد.. ملاك هي اختي الصغيرة..
ومال خالد على ملاك ليقبل جبينها بحنان ومن ثم يقول: الى اللقاء يا ملاكي الصغير..
قالها وسار عنها مبتعدا الى باب المنزل وقلبه يعتصر بالألم وهو يرى نفسه مرغما على ترك ملاك في منزل شقيقه.. والذي كان يرفض دخولها اليه مهما حصل.. لكن هي من توسلته وترجته ان تذهب الى هناك.. وهو يتمنى الآن ان لا يكون قد اخطأ عندما نفذ لها رغبتها تلك...
لم يشعر احد بملاك التي اطرقت برأسها في الم وحزن وهي تسمع صوت الباب يغلق خلف والدها..تبخر كل انبهارها بالمنزل.. وتبخرت رغبتها في المكوث بنزل عمها منذ ان رأت والدها يخرج منه.. تريد ان تلحقه.. تذهب معه.. لا تريد البقاء هنا.. فليأخذها معه ولو الى الجحيم.. وهتفت بغتة بحزن: ابي ارجوك.. لا تغادر وتتركني.. ارجوك..
قالت نادين بهدوء وهي تتطلع الى ملاك: آنستي .. لا داعي لكل هذا الحزن.. سيتصل كما وعدك..
عضت ملاك على شفتيها بحزن وقالت: لقد غادر ولن استطيع ان اراه قبل اسبوع.. اسبوع كامل..اريد الذهاب معه.. فليأخذني معه.. لا اريد البقاء هنا..
لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها.. أمجد الذي شعر انه يتطلع بطفلة متعلقة بوالدها حتى الجنون.. ومها ومازن اللذان شعرا بمدى قوة العلاقة بين ملاك ووالدها..والتفتت نادين الى امجد في تلك اللحظة وقالت: سيد امجد.. هلاّ أرشدتني الى غرفة ملاك.. انها بحاجة الى الراحة الآن..
شعرت مها بالشفقة والعطف تجاه ملاك .. وهي ترى هذه الفتاة التي في مثل عمرها والتي قدر لها ان تبقى حبيسة هذا المقعد الى الابد.. واجابت هي عوضا عن والدها: سأرشدك اليها انا..
قالتها وتوجهت الى ما خلف مفعد ملاك لتدفعها وتحرك المقعد ولكن ملاك قالت باعتراض وهي تمسح دموعها في سرعة: لا تدفعيه.. يمكنني ان أحركه بنفسي..
قالت مها بحيرة: ولكني سأساعدك فقط..
قالت ملاك بألم: لا احتاج لمساعدة من احد.. فطوال عمري كنت اتصرف بمفردي ولا يفكر احد بمساعدتي.. لا احد سوى والدي الذي رحل..
قالت مها بابتسامة: ولكنه سيعود على اية حال.. والآن تعالي معي سأرشدك الى غرفتك..
قالتها وهي تسير الى جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الى جوار مها..وفتحت مها أخيرا باب الغرفة بعد ان وصلوا اليها وقالت متسائلة: ما رأيك بها؟..
ومع ان الغرفة كانت اكبر من غرفة ملاك التي بمنزلها بمرتين ومع انها كانت ملحقة بصالة صغيرة ودورة مياه خاصة بالغرفة.. الا ان ملاك أحست بالحنين لغرفتها السابقة والتي لم تفارقها يوما قط.. لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها.. وكيف ستقضي هذه الايام مع ابناء عمها اللذين لا تعرفهم جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..
ابتسمت مها بمرح وقالت وهي تدلف الى الغرفة: من؟.. الغرفة ام انا؟..
وقبل ان تجيب جاءهم صوت مازن وهو يقول بسخرية: بالتأكيد الغرفة..
وضعت مها يدها عند خصرها وقالت بحنق: ما الذي جاء بك الى هنا؟.. انها غرفة ابنة عمي..
قال بدهشة مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. لقد ظننت انها غرفتي انا..
واردف وهو يضع حقيبة ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لأوصل هذه الحقيبة الى ابنة عمي..
قالت مها مستفسرة: واين تلك المرأة المسئولة عن ملاك والتي كانت تحمل هذه الحقيبة اذا؟..
قال مازن بابتسامة وهو يلتفت الى حيث ملاك الجالسة بصمت: لقد طلبت من الخادمة ان توصلها الى حيث غرفتها..
قالت مها وهي تتوجه نحوه: لو رآك والدي هنا يا مازن.. فسوف يغضب من دخولك الى غرفة ابنة عمي..
قال مازن بابتسامة وهو يستند الى باب الغرفة: اهذا جزائي لاني اوصلت الحقيبة الى الغرفة؟..
قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافح ونشيط.. اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبة لاحدى الخادمات وهي ستجلبها الى هنا..
قال مازن وهو يعقد ساعديه امام صدره: لا اثق بالخادمات..
- منذ متى؟..تابعوا الجزء التالى......
"هناك"
قالت مها بحنق وهي تشير الى باب غرفتها: هلاّ خرجت يا مازن والا ناديت لك والدي الآن..
قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..
قالت بحدة: اخرج .. اخرج الآن..
هز كتفيه وقال: على كل حال كنت سأخرج لان لدي موعد مع صديق لي.. لذا.. مع السلامة يا اختي العزيزة..
توجه إلى الخارج ليسير في الممر ومن ثم يهبط درجات السلم .. وتوقف بغتة وهو يستمع صوت رنين جرس الباب..ورأى الخادمة وهي تتوجه الى الباب وتفتحه..ومن ثم سمعها تقول: تفضل يا سيد خالد بالدخول..
عمه خالد هنا؟..يا للغرابة انه لم يزرهم منذ مدة طويـ.. لحظة.. كيف نسي هذا؟.. عمه اتصل بالأمس من اجل ابنته ..صحيح!..لقد قال انه سيأتي غدا ليصحب معه ابنته الى هنا.. كيف نسي هذا؟..
وتطلع الى الباب وهي ينتظر ظهور ابنة عمه المرتقبة بلهفة..ترى كيف شكلها؟.. هل هي جميلة ام لا؟.. وكم عمرها؟ .. إذا كان ما حدث قبل اثني عشر سنة.. يعني ربما تكون هي الآن على الاقل ذات أربعة عشرة عاما.. ابتسم لنفسه بسخرية.. قد تكون ابنة عمه التي ينتظرها طفلة ليس الا.. يا لغباءه.. ايظن انها يجب ان تكون فتاة في العشرين من عمرها و...
((انا لست طفلة))..
((كمال.. دعها وشأنها))
اتسعت عيناه وهو يشعر بغرابة ما جال بباله.. ما هذه الكلمات التي دارت بذهنه.. بل من قال هذه العبارات.. يشعر انها مدفونة في عقله منذ زمن طويل.. ما باله؟.. ما الذي يقوله الآن؟..
ورفع عيناه ليتطلع إلى عمه خالد الذي دلف إلى الداخل وأخذت عيناه تجول بحثا عن ابنة عمه.. ورأى السيدة نادين وهي تدخل حاملة حقيبة أمامها.. وعقد حاجبيه.. ان هذه المرأة كبيرة جدا.. اذا اين هي ابنة عمه؟.. ربما لم تدخل بعد او...
وانتبه في تلك اللحظة فقط الى المقعد الذي كان موجودا أمام عمه خالد..وتوجهت أنظاره الى تلك الجالسة امامه.. والتي كانت تطرق برأسها وهي تداعب قلادتها بأناملها.. واتسعت عيناه في دهشة وذهول.. هل ابنة عمه تلك كانت فتاة مشلولة عاجزة ؟؟!..
فالوحيدة التي كانت يمكن ان تكون ابنة عمه هي الجالسة على ذلك المقعد.. الآن فقط فهم لم والده اختار الغرفة الموجودة بالطابق السفلي..ولم يستطع مازن ان يلمح ملامحها بشكل جيد وخصوصا وهي تطرق برأسها ولكنه لمح شعرها الأسود الذي ينسدل على كتفيها كشلال من الماء..وهبط آخر الدرجات ليتقدم منهم ويقول بابتسامة رسمها على شفتيه: اهلا عمي خالد.. لم نرك منذ مدة..
قال خالد ببرود: اهلا مازن.. اين والدك؟..الم تناديه الخادمة بعد؟..
في تلك اللحظة رفعت ملاك عينيها لتتطلع الى المكان من حولها.. وشعرت بالانبهار وهي ترى مظاهر الفخامة والثراء الذي ينعكس في اللوحات الفنية والتحف والاثاث الفاخر.. والثريات التي تملأ سقف الردهة.. ومن ثم لم تلبث ان تطلعت الى مازن الواقف امامهم.. كان شابا وسيم الملامح.. طويل القامة. . ذا شعر اسود وعينان سوداوان كذلك.. يرتدي بنطالا اسود وقميصا يجمع مابين اللونين الرمادي والأسود..وقال هذا الاخير مرحبا: تفضل يا عمي بالدخول..
قال خالد بلامبالاة: الطائرة ستغادر بعد ساعتين.. انا مستعجل .. هلاّ ناديت لي والدك..
التفت مازن ليفعل لولا ان رأى والده يتقدم منهم وهو يقول بابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟.. وكيف حال ملاك؟..
قالها وهو يتطلع الى ملاك.. فقال خالد بهدوء: بخير.. لا تنسى وعدك لي يا امجد..ملاك امانة عندك..
قال امجد وهو يتطلع الى ملاك بابتسامة: ستكون في منزلها..
وأردف قائلا وهو يتحدث إلى ملاك: كيف حالك يا ملاك؟.. لقد أصبحت عروسا جميلة.. آخر مرة رأيتك فيها كنت في السادسة من عمرك..
ارتسمت ابتسامة تجمع مابين السرور والخجل وهي تقول: بخير ..
في تلك اللحظة وجدها مازن فرصة ليتطلع الى ملاك.. وخصوصا وانها غير منتبهة له.. وبرقت عينيه ببريق الاعجاب وهو يتأمل ملامحها التي تقطر براءة.. وابتسامتها التي تجعلها كالأطفال ..بشرتها الناصعة البياض وشعرها الاسود الناعم الذي ينسدل على كتفيها برقة..ليصنعا ضدان غاية في الروعة..ولون عينيها السوداوان والذي جعلها كالدمية ..كانت ترتدي معطفا بني اللون ذا ياقة من الفراء ..
وايقظه من تأملاته كف والده الذي وضعت على كتفه.. وسمع صوته وهو يقول: هذا ابني مازن كما تعرف.. اكمل دراسته الجامعية وهو يعمل معي الآن بالشركة..
واردف قائلا: اما كمال فهو في سنته الرابعة بالجامعة.. ومها في السنة الاولى..
قال خالد بهدوء: اذا ملاك أصغرهم سنا.. فهي ستبدأ دراستها الجامعية للتو..
في تلك اللحظة لاحظ مازن أخته التي هبطت درجات السلم وقالت بابتسامة: ما الأمر؟.. لم كلكم مجتمعين هنا؟..
وانتبهت الى عمها الواقف وقالت بابتسامة واسعة: عمي .. انت هنا.. منذ متى لم تزورنا؟..
قال خالد بهدوء:ظروف العمل..
واردف وهو يتحدث الى امجد: ملاك كما تعلم تدرس تحت إشراف أساتذة متخصصين وسيأتون في موعدهم.. ان لم يكن لديك مانع..
قال امجد وهو يهز رأسه: أبدا.. فليحضروا في أي وقت..
شعرت مها في تلك اللحظة بمازن وهو يلكزها ويقول بسخرية: لقد أدركت اليوم فقط انك لا تملكين أي جمال..
قالت مها وهي تلتفت له بحنق: ماذا؟؟..
قال مبتسما وهو يلتفت عنها ويتطلع الى ملاك: انظري إلى ابنة عمي وستدركين مدى صحة قولي..
تطلعت مها الى حيث ينظر..ومن ثم لم تلبث ان قالت بذهول وهي تلتفت له وبصوت حاولت ان تجعله خفيض قدر الامكان: تلك المقعدة؟!..
أومأ مازن برأسه ومن ثم قال: هل فهمت الآن سر تجهيز غرفة بالطابق الأرضي لها..
- ولكن.. لم أتخيل أبدا ان ابنة عمي.. مقعدة.. لم اتخيل ذلك ابدا..
- اصمتي الآن والا انتبهوا لنا..
في الوقت ذاته كان خالد يلتفت الى ملاك ويقول بصوت حاني: والآن يا صغيرتي علي ان اغادر..
اسرعت تمسك بذراعه وتقول برجاء: ابقى قليلا معي..
تطلع الى ساعته وقال بابتسامة باهتة: ليتني أستطيع.. ولكن لم يبقى على موعد الطائرة إلا ساعة وأربعون دقيقة وهي بالكاد تكفيني للوصول الى المطار وإنهاء الإجراءات..
ترقرقت في عينيها الدموع فهبط والدها الى مستواها وقال وهو يمسح على شعرها: كم مرة قلت لك؟.. لا اريد ان ارى دموعك.. لا اريد ان اقلق عليك قبل ان أغادر..
قالت وهي تشد من مسكتها لذراعه: لا تنسى ان تتصل بي عندما تصل.. اتصل بي كل يوم.. ارجوك..
- سأفعل يا صغيرتي..اهتمي بنفسك جيدا.. ستكونين في أيدي أمينة..
واردف متحدثا الى نفسه: (او هذا ما اتمناه)..
اومأت ملاك برأسها بصمت.. وهي تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دون استئذان.. فقال والدها وهو يداعب وجنتها: سأغادر الآن يا صغيرتي.. أراك بخير..
وجذب كفه بهدوء من يدها واعتدل واقفا ليقول للسيدة نادين: اعتني بها جيدا..
قالت السيدة نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد.. ملاك هي اختي الصغيرة..
ومال خالد على ملاك ليقبل جبينها بحنان ومن ثم يقول: الى اللقاء يا ملاكي الصغير..
قالها وسار عنها مبتعدا الى باب المنزل وقلبه يعتصر بالألم وهو يرى نفسه مرغما على ترك ملاك في منزل شقيقه.. والذي كان يرفض دخولها اليه مهما حصل.. لكن هي من توسلته وترجته ان تذهب الى هناك.. وهو يتمنى الآن ان لا يكون قد اخطأ عندما نفذ لها رغبتها تلك...
لم يشعر احد بملاك التي اطرقت برأسها في الم وحزن وهي تسمع صوت الباب يغلق خلف والدها..تبخر كل انبهارها بالمنزل.. وتبخرت رغبتها في المكوث بنزل عمها منذ ان رأت والدها يخرج منه.. تريد ان تلحقه.. تذهب معه.. لا تريد البقاء هنا.. فليأخذها معه ولو الى الجحيم.. وهتفت بغتة بحزن: ابي ارجوك.. لا تغادر وتتركني.. ارجوك..
قالت نادين بهدوء وهي تتطلع الى ملاك: آنستي .. لا داعي لكل هذا الحزن.. سيتصل كما وعدك..
عضت ملاك على شفتيها بحزن وقالت: لقد غادر ولن استطيع ان اراه قبل اسبوع.. اسبوع كامل..اريد الذهاب معه.. فليأخذني معه.. لا اريد البقاء هنا..
لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها.. أمجد الذي شعر انه يتطلع بطفلة متعلقة بوالدها حتى الجنون.. ومها ومازن اللذان شعرا بمدى قوة العلاقة بين ملاك ووالدها..والتفتت نادين الى امجد في تلك اللحظة وقالت: سيد امجد.. هلاّ أرشدتني الى غرفة ملاك.. انها بحاجة الى الراحة الآن..
شعرت مها بالشفقة والعطف تجاه ملاك .. وهي ترى هذه الفتاة التي في مثل عمرها والتي قدر لها ان تبقى حبيسة هذا المقعد الى الابد.. واجابت هي عوضا عن والدها: سأرشدك اليها انا..
قالتها وتوجهت الى ما خلف مفعد ملاك لتدفعها وتحرك المقعد ولكن ملاك قالت باعتراض وهي تمسح دموعها في سرعة: لا تدفعيه.. يمكنني ان أحركه بنفسي..
قالت مها بحيرة: ولكني سأساعدك فقط..
قالت ملاك بألم: لا احتاج لمساعدة من احد.. فطوال عمري كنت اتصرف بمفردي ولا يفكر احد بمساعدتي.. لا احد سوى والدي الذي رحل..
قالت مها بابتسامة: ولكنه سيعود على اية حال.. والآن تعالي معي سأرشدك الى غرفتك..
قالتها وهي تسير الى جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الى جوار مها..وفتحت مها أخيرا باب الغرفة بعد ان وصلوا اليها وقالت متسائلة: ما رأيك بها؟..
ومع ان الغرفة كانت اكبر من غرفة ملاك التي بمنزلها بمرتين ومع انها كانت ملحقة بصالة صغيرة ودورة مياه خاصة بالغرفة.. الا ان ملاك أحست بالحنين لغرفتها السابقة والتي لم تفارقها يوما قط.. لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها.. وكيف ستقضي هذه الايام مع ابناء عمها اللذين لا تعرفهم جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..
ابتسمت مها بمرح وقالت وهي تدلف الى الغرفة: من؟.. الغرفة ام انا؟..
وقبل ان تجيب جاءهم صوت مازن وهو يقول بسخرية: بالتأكيد الغرفة..
وضعت مها يدها عند خصرها وقالت بحنق: ما الذي جاء بك الى هنا؟.. انها غرفة ابنة عمي..
قال بدهشة مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. لقد ظننت انها غرفتي انا..
واردف وهو يضع حقيبة ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لأوصل هذه الحقيبة الى ابنة عمي..
قالت مها مستفسرة: واين تلك المرأة المسئولة عن ملاك والتي كانت تحمل هذه الحقيبة اذا؟..
قال مازن بابتسامة وهو يلتفت الى حيث ملاك الجالسة بصمت: لقد طلبت من الخادمة ان توصلها الى حيث غرفتها..
قالت مها وهي تتوجه نحوه: لو رآك والدي هنا يا مازن.. فسوف يغضب من دخولك الى غرفة ابنة عمي..
قال مازن بابتسامة وهو يستند الى باب الغرفة: اهذا جزائي لاني اوصلت الحقيبة الى الغرفة؟..
قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافح ونشيط.. اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبة لاحدى الخادمات وهي ستجلبها الى هنا..
قال مازن وهو يعقد ساعديه امام صدره: لا اثق بالخادمات..
- منذ متى؟..تابعوا الجزء التالى......
الأربعاء مايو 29, 2013 8:55 pm من طرف frfr
» Command & Conquer: Red Alert 3-RELOADED
الخميس أكتوبر 11, 2012 6:11 pm من طرف Don-Dali
» مساء الخير ..ابي منكم ترحييب
الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 11:56 am من طرف Stat_jack
» مصمم جديد ينضم الى منتداك فهل من مرحب ؟؟
الإثنين سبتمبر 03, 2012 11:42 pm من طرف Shrook
» حصريا البرنامج السياسي الساخر " الـبرنامج " تقديم باسم يوسف علي اكثر من سيرفر
الإثنين سبتمبر 03, 2012 12:26 am من طرف Stat_jack
» تحميل لعبة Soldier of Fortune 2 برابطين فقط
السبت أغسطس 25, 2012 1:59 pm من طرف Stat_jack
» لعبة Rome Total War Barbarian Invasion Rome Total War Alexander تورنت +مباشر
الأربعاء أغسطس 22, 2012 5:01 am من طرف ndo_osh
» صباح الخير يا منتديات الغضب
الإثنين أغسطس 06, 2012 1:12 pm من طرف Stat_jack
» Our Bot Is Launched on Euorpe RPG Rooms
الأربعاء مايو 30, 2012 8:15 am من طرف Stat_jack
» Ragel We 6 Setat Seson 4, راجل وست ستات الجزء الرابع
السبت مايو 26, 2012 1:15 pm من طرف ameer_elbrbry
» How to Take a Cold Shower in the Middle of the Night
الجمعة مايو 18, 2012 5:36 am من طرف Stat_jack
» احتاج كراك command & conquer generals zero hour ارجوكم سريع
الجمعة أبريل 20, 2012 9:21 pm من طرف OsamaArmy
» حصرياً علي الغضب Command & Conquer: Red Alert 3 - Pc - Beta
الجمعة أبريل 20, 2012 3:30 pm من طرف bastem2000
» حصريا جدا جدا مسلسل 24 الموسم ال7 24 Season seven(7)
الثلاثاء أبريل 10, 2012 10:05 am من طرف ayoub
» Call of Duty Modern Warfare 3
الأحد مارس 18, 2012 11:53 pm من طرف OsamA
» Assassins Creed Revelations
الأحد مارس 18, 2012 7:33 pm من طرف OsamA
» حصريا Assassin's Creed Revelations BLACKBOX
الأحد مارس 11, 2012 1:02 am من طرف Stat_jack
» Madagascar Tekken
الخميس مارس 08, 2012 3:37 am من طرف Stat_jack
» حسابات وكوكيز مواقع التحميل Hotfile \ Fileserve \ Filesonic \ WU \ Megaupload \ متجدد
الجمعة مارس 02, 2012 4:47 pm من طرف Stat_jack
» جيف دعوات لتراكر عرب تورنت AraB-TorrenTs مقدمة من منتديات الغضب
الإثنين فبراير 27, 2012 2:34 am من طرف Stat_jack