من طرف كنت وقتها قزماً صغيراً ...أطالع لكل شيء من أسفل..... وكنت أجهد عيناي بشده من كثرة الفحص والتمحيص للحياة من حولي... ذلك لأنني مولعاً بالألوان والأشكال...ولطالما كنت اربط تلك الألوان والأشكال بتصرفات الناس ...فالغاضب أصفه دائما بالرجل الأحمر ...والأنثى الدلوعة أصفها بالبنت البمبي...والحالم أصفه بالأزرق النيلي..والحقود بالإرجواني..المقلق بالأصفر...المرعب الشرير بالأخضر (نسبة للرجل الأخضر) ....الظالم بالأسود....الكاذب بالرمادي...... الأهبل بالبرتقالي. والحزين بالكحلي...وأخيراً الطيب الذكي بالأبيض....
وفي ظل تلك الحياة المفعمه بالألوان ...ومع شغفي الكامل بدراسة أشكال وألوان الأنسان....... أستشعرت ان قلة من الناس لها ذلك اللون الأبيض ...ولكن..... ليس عن جداره... فقد كننت أرى الكثير من الأسود والبرتقالي.... الكثير جدا ...وخصوصا في من نطالعهم من الأسفل... أما العامه والغالبيه.. فإما أحمر... او نيلي.... أو إرجواني .... ولا أرى البمبي إلا في التلفاز.....مما أثار دهشتي من عدم حب الناس للون الأبيض!!!
ولكن قد يكون حكمي ظالم عليهم...بسبب أني أطالعهم من الأسفل.....فأنا قزم العقل والقامة بالنسبة لهم...!!!
وفي يوم..دخل بيتنا قزماً أقصر مني بكثير ... فأراً برياً ..يسمونه البدو ب (اليربوع)..... وقد خاف كل من في البيت..إلا أنا.... فقد كنت معجباً بشكله..له لوناً بنياً جميل...ابيض الصدر...طويل الديل وعيناهكبيرتان تلمعان تتقد بالذكاء....!!
وانقسم البيت لفريقين.... فريق أحمر فيه كل عائلتي لمحاربة ذلك الوحش البري القزم... وفريق فيه انا فقط أدافع عن ذلك القزم الأبيض الجميل....واستعدوا للمواجهه.... وهزموني في الحرب الكلاميه... لأصبح في وضع المتفرج الضعيف.. وبدأوا ف استخدام جميع أسلحة الدمار الشامل... أبي جهز له مصيده آليه.....أمي جهزت له جبناً مسموماً....وأخوتي استقطبوا قط الجيران الأخضر الشرير.... وخططوا للحرب السوداء...بوجوههم الحمراء... للقضاء على الفأر الأخضر في نظرهم ... الذي سبب وضعاً أصفراً في منزلنا كما يدعون... إلا أنني كنت أرى ان كلامهم رمادي....وكنت واثقا من ذلك!!!
وها قد بدأت المواجهه...وظللت أراقب مايحدث بدهشه عارمه.... فقد فشلت المصيده الآليه... واستخدم الفأر الأبيض ذيله الطويل ليأخذ الطعام من داخل المصيده... وفشلت أمي أيضاً.....وقد استطاع ان يخرج حبات السم من داخل الجبن ليفطن لتلك الخدعه بذكاء خارق.... وفشلوا اخوتي بقيادة قطهم الشرير في الامساك به... وظلوا يحاولون بكل ما آتاهم من قوه في تنويع الأسلحة.... كالمبيدات ..والماء المغلي....وانواع الطعام المسمومه... حتى فرغت خزينتهم من الأسلحة بالكامل.... أما أنا فقد كنت في قمة السعاده بانتصار الفأر الأبيض..... والذي استطاع ايقاف الطوفان الأحمر... فصار صديقي الوحيد.....أطعمه بيدي كل يوم ... فيأخذ قطع الجبن ويدخل بها إلى جحره... ثم يرجع مرة آخرى فارغ اليدين... ليبدأ باللعب معي... كأنه يريد ان يشكرني!!!
وجاء اليوم الكحلي اللون...والذي جعلني أحمر للغايه...فقد دخل علينا القط الأخضر الشرير يوما والفأر الأبيض بين أسنانه السوداء.....
وانتفض قلبي بجميع الألوان... وهزأو مني الفريق الأحمر سابقاً...وضحكوا فرحين بذلك الانتصار العظيم...فانتصبت أركض بسرعه لأمسك بذلك القط الأخضر ....وخلصت جثة الفأر من بين أسنانه السوداء...وما أن وضعنه بين يدي...حتى وجدته قد أغلق عيناه... وهو ينظر إلي نظرة وداع أخيره...مبتسما ابتسامه جميله....حتى كدت اسمعه يقول...(سامحني ياصديقي)...فبكيت بحرقة!!!...ولهثت خلف زجاجات الأدويه بحثا عن شيئا يعالجه.... لكني فشلت في أن أنقذ حياته مرة أخرى.... فشلت كما فشلت من قبل...فشلت...وكانت تلك اللحظات اصعب على قلبي من ان افشل بمدرستي
...وما أن هدأت نفسي ...بعد ساعات من البكاء الحارق.... حتى قررت أن أدفنه في فناء المنزل...وحفرت بيدي له حفرة جميله...ولففته بمنديل أبيض....ودفنته مع رساله كتبت فيها...( لن أنساك ايها الأبيض)..... وصنعت فوق قبره ربوه نظاميه جميله...وزرعت فوقها زهرة بيضاء كبيره....ووقفت له منتصباً...ثم حييته تحية الشجعان....وتواريت منه بعيداً..وأنا أشعربالانكسار وبالعار.... وذهبت الى حيث سأبدأ حياتي الكحليه ..... في منزلي الأسود..... على ذكرى صديقي الأبيض !!!
وفي مساء ذلك اليوم الكحلي...اشتقت إليه ...فذهبت لكي أراه من خلف الواجهه الزجاجية.... وذهلت لما تراه عيناي...فقد وجدت فأراً آخر يقف بجوار قبر صديقي الأبيض .... ومعه فأران آخران صغيران...يلتفتون حول القبر...حيث وجدتهم يجلسون وينتصبون مرارا وتكرارا...حتى كدت أجزم أنهم يأدون صلاه معينه تكريما لذلك القزم الأبيض الجميل.. واستحضرت ذاكرتي..وتذكرت عندما كنت اطعمه بيدي ..فقد كان يأخذ الطعام للداخل كي يطعم هؤلاء الطفلين الصغيرين وأمهم قبل أن يتذوقها حتى...وأنه كان يأتي مره أخرى كي يلعب معي شاكراً اياي...وأن هؤلاء هم عائلته.... التي فقدته بسبب النفس السوداء... فبدأت بالبكاء مره أخرى...وخرجت لهم لكي اناديهم...ولكنهم وقفوا لي من بعيد بضع ثواني..كانهم يحيوني..ثم ابتعدوا عن المنزل ...وخرجوا بلا عوده...تاركين لي اجمل ذكرى بيضاء في حياتي....تاركين لي معنى الشهامه والحب والذكاء والطيبه الأصيله.......تاركين لي معاني لم أجد مثيلاً لها....تاركين لي ..... صديقي....الفأر الأبيض!!!
وفي ظل تلك الحياة المفعمه بالألوان ...ومع شغفي الكامل بدراسة أشكال وألوان الأنسان....... أستشعرت ان قلة من الناس لها ذلك اللون الأبيض ...ولكن..... ليس عن جداره... فقد كننت أرى الكثير من الأسود والبرتقالي.... الكثير جدا ...وخصوصا في من نطالعهم من الأسفل... أما العامه والغالبيه.. فإما أحمر... او نيلي.... أو إرجواني .... ولا أرى البمبي إلا في التلفاز.....مما أثار دهشتي من عدم حب الناس للون الأبيض!!!
ولكن قد يكون حكمي ظالم عليهم...بسبب أني أطالعهم من الأسفل.....فأنا قزم العقل والقامة بالنسبة لهم...!!!
وفي يوم..دخل بيتنا قزماً أقصر مني بكثير ... فأراً برياً ..يسمونه البدو ب (اليربوع)..... وقد خاف كل من في البيت..إلا أنا.... فقد كنت معجباً بشكله..له لوناً بنياً جميل...ابيض الصدر...طويل الديل وعيناهكبيرتان تلمعان تتقد بالذكاء....!!
وانقسم البيت لفريقين.... فريق أحمر فيه كل عائلتي لمحاربة ذلك الوحش البري القزم... وفريق فيه انا فقط أدافع عن ذلك القزم الأبيض الجميل....واستعدوا للمواجهه.... وهزموني في الحرب الكلاميه... لأصبح في وضع المتفرج الضعيف.. وبدأوا ف استخدام جميع أسلحة الدمار الشامل... أبي جهز له مصيده آليه.....أمي جهزت له جبناً مسموماً....وأخوتي استقطبوا قط الجيران الأخضر الشرير.... وخططوا للحرب السوداء...بوجوههم الحمراء... للقضاء على الفأر الأخضر في نظرهم ... الذي سبب وضعاً أصفراً في منزلنا كما يدعون... إلا أنني كنت أرى ان كلامهم رمادي....وكنت واثقا من ذلك!!!
وها قد بدأت المواجهه...وظللت أراقب مايحدث بدهشه عارمه.... فقد فشلت المصيده الآليه... واستخدم الفأر الأبيض ذيله الطويل ليأخذ الطعام من داخل المصيده... وفشلت أمي أيضاً.....وقد استطاع ان يخرج حبات السم من داخل الجبن ليفطن لتلك الخدعه بذكاء خارق.... وفشلوا اخوتي بقيادة قطهم الشرير في الامساك به... وظلوا يحاولون بكل ما آتاهم من قوه في تنويع الأسلحة.... كالمبيدات ..والماء المغلي....وانواع الطعام المسمومه... حتى فرغت خزينتهم من الأسلحة بالكامل.... أما أنا فقد كنت في قمة السعاده بانتصار الفأر الأبيض..... والذي استطاع ايقاف الطوفان الأحمر... فصار صديقي الوحيد.....أطعمه بيدي كل يوم ... فيأخذ قطع الجبن ويدخل بها إلى جحره... ثم يرجع مرة آخرى فارغ اليدين... ليبدأ باللعب معي... كأنه يريد ان يشكرني!!!
وجاء اليوم الكحلي اللون...والذي جعلني أحمر للغايه...فقد دخل علينا القط الأخضر الشرير يوما والفأر الأبيض بين أسنانه السوداء.....
وانتفض قلبي بجميع الألوان... وهزأو مني الفريق الأحمر سابقاً...وضحكوا فرحين بذلك الانتصار العظيم...فانتصبت أركض بسرعه لأمسك بذلك القط الأخضر ....وخلصت جثة الفأر من بين أسنانه السوداء...وما أن وضعنه بين يدي...حتى وجدته قد أغلق عيناه... وهو ينظر إلي نظرة وداع أخيره...مبتسما ابتسامه جميله....حتى كدت اسمعه يقول...(سامحني ياصديقي)...فبكيت بحرقة!!!...ولهثت خلف زجاجات الأدويه بحثا عن شيئا يعالجه.... لكني فشلت في أن أنقذ حياته مرة أخرى.... فشلت كما فشلت من قبل...فشلت...وكانت تلك اللحظات اصعب على قلبي من ان افشل بمدرستي
...وما أن هدأت نفسي ...بعد ساعات من البكاء الحارق.... حتى قررت أن أدفنه في فناء المنزل...وحفرت بيدي له حفرة جميله...ولففته بمنديل أبيض....ودفنته مع رساله كتبت فيها...( لن أنساك ايها الأبيض)..... وصنعت فوق قبره ربوه نظاميه جميله...وزرعت فوقها زهرة بيضاء كبيره....ووقفت له منتصباً...ثم حييته تحية الشجعان....وتواريت منه بعيداً..وأنا أشعربالانكسار وبالعار.... وذهبت الى حيث سأبدأ حياتي الكحليه ..... في منزلي الأسود..... على ذكرى صديقي الأبيض !!!
وفي مساء ذلك اليوم الكحلي...اشتقت إليه ...فذهبت لكي أراه من خلف الواجهه الزجاجية.... وذهلت لما تراه عيناي...فقد وجدت فأراً آخر يقف بجوار قبر صديقي الأبيض .... ومعه فأران آخران صغيران...يلتفتون حول القبر...حيث وجدتهم يجلسون وينتصبون مرارا وتكرارا...حتى كدت أجزم أنهم يأدون صلاه معينه تكريما لذلك القزم الأبيض الجميل.. واستحضرت ذاكرتي..وتذكرت عندما كنت اطعمه بيدي ..فقد كان يأخذ الطعام للداخل كي يطعم هؤلاء الطفلين الصغيرين وأمهم قبل أن يتذوقها حتى...وأنه كان يأتي مره أخرى كي يلعب معي شاكراً اياي...وأن هؤلاء هم عائلته.... التي فقدته بسبب النفس السوداء... فبدأت بالبكاء مره أخرى...وخرجت لهم لكي اناديهم...ولكنهم وقفوا لي من بعيد بضع ثواني..كانهم يحيوني..ثم ابتعدوا عن المنزل ...وخرجوا بلا عوده...تاركين لي اجمل ذكرى بيضاء في حياتي....تاركين لي معنى الشهامه والحب والذكاء والطيبه الأصيله.......تاركين لي معاني لم أجد مثيلاً لها....تاركين لي ..... صديقي....الفأر الأبيض!!!
» Command & Conquer: Red Alert 3-RELOADED
» مساء الخير ..ابي منكم ترحييب
» مصمم جديد ينضم الى منتداك فهل من مرحب ؟؟
» حصريا البرنامج السياسي الساخر " الـبرنامج " تقديم باسم يوسف علي اكثر من سيرفر
» تحميل لعبة Soldier of Fortune 2 برابطين فقط
» لعبة Rome Total War Barbarian Invasion Rome Total War Alexander تورنت +مباشر
» صباح الخير يا منتديات الغضب
» Our Bot Is Launched on Euorpe RPG Rooms
» Ragel We 6 Setat Seson 4, راجل وست ستات الجزء الرابع
» How to Take a Cold Shower in the Middle of the Night
» احتاج كراك command & conquer generals zero hour ارجوكم سريع
» حصرياً علي الغضب Command & Conquer: Red Alert 3 - Pc - Beta
» حصريا جدا جدا مسلسل 24 الموسم ال7 24 Season seven(7)
» Call of Duty Modern Warfare 3
» Assassins Creed Revelations
» حصريا Assassin's Creed Revelations BLACKBOX
» Madagascar Tekken
» حسابات وكوكيز مواقع التحميل Hotfile \ Fileserve \ Filesonic \ WU \ Megaupload \ متجدد
» جيف دعوات لتراكر عرب تورنت AraB-TorrenTs مقدمة من منتديات الغضب